تكميل (ما درا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم) وبين رؤساء قريش ، وتفسير لسورة الكهف )
صفحة 1 من اصل 1
تكميل (ما درا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم) وبين رؤساء قريش ، وتفسير لسورة الكهف )
ما توعد به ابو جهل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما قام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابو جهل : يا معشر قريش :إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وشتم آلهتنا ، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما اطيق حمله – او كما قال – فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه ، وفاسلموني عند ذلك او أمنعوني ، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم ،ـ قالوا : والله ما نسملك لشيئ أبدا ، فامض لما تريد .
ما حدث لابي جهل حين هم بإلقاء الحجر على الرسول صلى الله عليه وسلم
فلما أصبح ابو جهل ، اخذ حجرا كما و صف ، ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره ، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وقبلته الي الشام ،فكان إذا صلى صلى بين الركن اليماني والحجر الأسود ، وجعل الكعبة بينه وبين الشام ،فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، وقد غدت قريش ، فجلسوا في انديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل ، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل ابو جهل الحجر ، ثم اقبل نحوه ، حتى إذا دنا منه رجع منهزما منتقعا لونه مرعوبا ،قد يبست يداه على حجره ، حتى قذف الحجر من يده .
وقامت إليه رجال قريش ، فقالوا له : مالك يا أبا الحكم ؟ قال : قمت إليه لأفعل به ماقلت لكم البارحة ، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الأبل ، لا والله ما رايت مثل هامته ولا مثل قصرته ، ولا أنيابه لفحل قط ، فهم بي أن يأكلني .
قال ابن اسحاق : فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ذلك جبريل عليه السلام ، لو دنا لأخذه " .
نصيحة النضر لقريش بالتدبر فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
فلما قال لهم ذلك أبو جهل قام النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي .
قال ابن هشام : ويقال النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف.
قال ابن اسحاق : فقال : يا معشر قريش ، إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد ، قد كان محمد فيكم غلاما أرضاكم فيكم ، واصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به ، قلتم : ساحر ، لا والله ، ماهو بساحر ، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم : كاهن ، لا والله ما هو بكاهن ، قد رأينا الكهنة وتخالجهم ، وسمعنا سجعهم ، وقلتم : شاعر : لا والله ما هو بشاعر ، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها : هزجه ورجزه ، وقلتم : مجنون ، لا والله ، ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه ، يا معشر قريش ، فانظروا في شأنكم ، فإنه والله ، لقد نزل بكم أمر عظيم .
ما كان يؤذي به النضر بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش ، وممن كان يؤذي ر سول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العداوة ، وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسبنديار ، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا فذكر فيه بالله وحذر قومه ما اصاب من قبلهم من الامم من نقمة الله ، خلقه في مجلسه إذا قام ، ثم قال : أنا والله يا معشر قريش احسن حديثا منه ، فهلم الي فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسبنديار ، ثم يقول : بماذا محمد أحسن حديثا مني ؟
قال ابن هشام : وهو الذي قال فيما بلغني : سأنزل مثل ما أنزل الله.
قال ابن اسحاق: وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول : نزل فيه ثمان آيات من القرآن : قول الله سبحانه وتعالى : ( إذا تتلى عليه أياتنا قال أسطير الاولين *) [ القلم : 15] وكل ما ذكر فيه من الاساطير من القرآن .
أرسلت قريش النضر وابن ابي معيط الي احبار يهود يسألانهم عن محمد صلى الله عليه وسلم
فلما قال لهم ذلك النضر بن الحارث بعثوه معه عقبة بن ابي معيط الي اخبار يهود بالمدينة ، وقالوا لهما : سلاهم عن محمد ، وصفا لهم صفته ، وأخبراهم بقوله ، فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء ، فخرجا حتى قدما المدينة ، فسألا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووصفا لهم أمره ، واخبراهم ببعض قوله ، وقالا لهم: إنكم أهل التوارة ، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا فقالت لهما أحبار يهود: سلوه عن ثلا ث نأمركم بهن ، فإن أخبركم بهن ، فهو نبي مرسل ، وإن لم يفعل ، فالرجل يتقول ، فروا فيه رأيكم : سلوه عن فتيه ذهبوا في الدهر الأول ، ما كان أمرهم ، فإنه قد كان لهم حديث عجب ، وسلوه عن فتيه ذهبوا في الدهر الأول ، ما كان أمرهم ، فأنه قد كان لهم حديث عجب ، وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الارض ومغاربها ، ما كان نبؤه ، وسلوه عن الروح ما هي ؟ فإن أخبركم بذلك ، فاتبعوه ، فإنه نبي ،وإن لم يفعل فهو رجل متقول ، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم ، فأقبل النضر بن الحارث وعقبه بن أبي معيط بن ابي عمرو بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، حتى قدما مكة على قريش ، فقالا : يا معشر قريش ، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد صلى الله عليه وسلم ، قد اخبرنا أحبار يهود أن نساله عن أشياء أمرونا بها : فإن اخبركم عنها فهو نبي ، وإن لم يفعل ، فالرجل متقول ، فروا فيه رأيكم .
سؤال قريش له صلى الله عليه وسلم عن أسئلة وإجابته لهم
فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد ، أخبرنا عن فتيه ذهبوا في الدهر الأول قد كانت لهم قصة عبجب ، وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، واخبرنا عن الروح ما هي ؟ قال : فقال لهم رسو الله صلى الله عليه وسلم: " اخبركم بما سألتم عنه غدا" ولم يستثن ، فانصرفوا عنه ، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم – فما يذكرون – خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل ، حتى أرجف اهل مكة ، وقالوا : وعدنا محمد غدا ، واليوم خمس عشرة ليلة ، قد اصبحنا منها لا يخبرنا بشئ مما سألناه عنه ، وحت أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه ، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ، وثم جاءه جبريل من الله عز وجل بسور أصحاب الكهف : فيها معاتبته أياه على حزنه عليهم ، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية ، والرجل الطواف والروح .
ما أنزل الله في قريش حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فغاب عنه الوحي مدة
قال ابن اسحاق : فذكر لي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل حين جاءه : " لقد احتبست عني يا جبريل حتى سؤت ظنا " فقال له جبريل : ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ) [ مريم : 64 ] فافتتح السورة تبارك وتعالى بحمده وذكر نبوه رسوله ، لما أنكرواعليه من ذلك ، فقال : ( الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب) [ الكهف: 2 ] يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، إنك رسول مني : أي تحقيق لما سألوه عنه من نبونك ( ولم يجعل له عوجا * قيما ) [ الكهف: 1-2 ] أي : معتدلا : لا اختلاف فيه : ( لينذر بأسا شديدا من لدنه ) [ الكهف : 2 ] أي : عاجل عقوبته في الدنيا وعذابا أليما في الآخرة : أي من عند ربك الذي بعث رسولا : ( ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا * ماكثين فيه أبدا * ) [ الكهف : 2-3] أي درا الخلد ( لا يموتون فيها ) ، الذين صدقوك بما جئت به مما كذبك به غيرهم وعملوا بما أمرتهم به من الأعمال ( وينذر الذين قولوا اتخذ الله ولدا * ) [ الكهف: 4 ] يعني قريشا في قولهم : إنا نعيد الملائكة : وهي بنات الله ( ما لهم به من علم ولا لأبائهم ) : [ الكهف : 5 ] الذين اعظمهم فراقهم وعيب دينهم : ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم ) : [ الكهف : 5 ] أي لقولهم :إن الملائكة بنات الله ( إن يقولون إلا كذبا * فعلك باخع نفسك ) [ الكهف : 5-6] ما محمد ( علي اثرهم أن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) [الكهف : 6 ] أي : لحزن عليهم حين فاته ماكان يرجو منهم ، أي : لا تفعل .
قال ابن هشام : باخع نفسك : أي مهلك نفسك ، فيما حدثني أبو عبيدة ِ، قالو ذو الرمة :
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه
لشئ نحته عن يديه المقادير
وجمعه : ياخعون وبخعه، وهذا البيت في قصيدة له ، وتقول العرب ؛قد بخعت له نصحى ونفسي ، أي : جهدت له .
( إنا جعلنا ما على الأرض زينع لما لبنلوها أيهم أحسن عملا ) [ الكهف: 7 ] .
قال ابن اسحاق : أي : أيهم اتبع لامري ، وأعمل بطاعتي ( وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ) [ الكهف : 8 ] أي : الأرض ، وإن ما عليها لفان وزائل ، وإن المرجع الي ، فأجزي كلا بعمله ، فلا تأس ولا يحزنك ما تمسع وترى فيها .
قال ابن هشام : الصعيد : الأرض ، وجمعه : صعد قال ذو الرمة يصف ظبيا صغيرا :
كأنه بالضحى ترمي الصعيد به
دبابة في عظام الرأس خرطوم
وهذا البيت في قصيدة له ، والصعيد ( ايضا ) : الطريق ، وقد جاء في الحديث : ( أياكم والقعود على الصعدات ) يريد الطريق ، والجرز : الأرض التي لا تنبت شيئا ،وجمعها : اجراز ويقال : سنة جرز ،وسنون أجراز ، وهي التي لا يكون فيها مطر ، وتكون فيهاب جدوبة ويبس وشدة ، قال ذو الرمة يصف إبلا:
طوى النحز والاجراز ما في بطونها
فما بقيت إلا الضلوع الجراشع
وهذا البيت في قصيدة له .
فلما قام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابو جهل : يا معشر قريش :إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وشتم آلهتنا ، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما اطيق حمله – او كما قال – فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه ، وفاسلموني عند ذلك او أمنعوني ، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم ،ـ قالوا : والله ما نسملك لشيئ أبدا ، فامض لما تريد .
ما حدث لابي جهل حين هم بإلقاء الحجر على الرسول صلى الله عليه وسلم
فلما أصبح ابو جهل ، اخذ حجرا كما و صف ، ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره ، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وقبلته الي الشام ،فكان إذا صلى صلى بين الركن اليماني والحجر الأسود ، وجعل الكعبة بينه وبين الشام ،فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، وقد غدت قريش ، فجلسوا في انديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل ، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل ابو جهل الحجر ، ثم اقبل نحوه ، حتى إذا دنا منه رجع منهزما منتقعا لونه مرعوبا ،قد يبست يداه على حجره ، حتى قذف الحجر من يده .
وقامت إليه رجال قريش ، فقالوا له : مالك يا أبا الحكم ؟ قال : قمت إليه لأفعل به ماقلت لكم البارحة ، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الأبل ، لا والله ما رايت مثل هامته ولا مثل قصرته ، ولا أنيابه لفحل قط ، فهم بي أن يأكلني .
قال ابن اسحاق : فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ذلك جبريل عليه السلام ، لو دنا لأخذه " .
نصيحة النضر لقريش بالتدبر فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
فلما قال لهم ذلك أبو جهل قام النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي .
قال ابن هشام : ويقال النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف.
قال ابن اسحاق : فقال : يا معشر قريش ، إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد ، قد كان محمد فيكم غلاما أرضاكم فيكم ، واصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به ، قلتم : ساحر ، لا والله ، ماهو بساحر ، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم : كاهن ، لا والله ما هو بكاهن ، قد رأينا الكهنة وتخالجهم ، وسمعنا سجعهم ، وقلتم : شاعر : لا والله ما هو بشاعر ، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها : هزجه ورجزه ، وقلتم : مجنون ، لا والله ، ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه ، يا معشر قريش ، فانظروا في شأنكم ، فإنه والله ، لقد نزل بكم أمر عظيم .
ما كان يؤذي به النضر بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش ، وممن كان يؤذي ر سول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العداوة ، وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسبنديار ، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا فذكر فيه بالله وحذر قومه ما اصاب من قبلهم من الامم من نقمة الله ، خلقه في مجلسه إذا قام ، ثم قال : أنا والله يا معشر قريش احسن حديثا منه ، فهلم الي فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسبنديار ، ثم يقول : بماذا محمد أحسن حديثا مني ؟
قال ابن هشام : وهو الذي قال فيما بلغني : سأنزل مثل ما أنزل الله.
قال ابن اسحاق: وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول : نزل فيه ثمان آيات من القرآن : قول الله سبحانه وتعالى : ( إذا تتلى عليه أياتنا قال أسطير الاولين *) [ القلم : 15] وكل ما ذكر فيه من الاساطير من القرآن .
أرسلت قريش النضر وابن ابي معيط الي احبار يهود يسألانهم عن محمد صلى الله عليه وسلم
فلما قال لهم ذلك النضر بن الحارث بعثوه معه عقبة بن ابي معيط الي اخبار يهود بالمدينة ، وقالوا لهما : سلاهم عن محمد ، وصفا لهم صفته ، وأخبراهم بقوله ، فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء ، فخرجا حتى قدما المدينة ، فسألا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووصفا لهم أمره ، واخبراهم ببعض قوله ، وقالا لهم: إنكم أهل التوارة ، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا فقالت لهما أحبار يهود: سلوه عن ثلا ث نأمركم بهن ، فإن أخبركم بهن ، فهو نبي مرسل ، وإن لم يفعل ، فالرجل يتقول ، فروا فيه رأيكم : سلوه عن فتيه ذهبوا في الدهر الأول ، ما كان أمرهم ، فإنه قد كان لهم حديث عجب ، وسلوه عن فتيه ذهبوا في الدهر الأول ، ما كان أمرهم ، فأنه قد كان لهم حديث عجب ، وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الارض ومغاربها ، ما كان نبؤه ، وسلوه عن الروح ما هي ؟ فإن أخبركم بذلك ، فاتبعوه ، فإنه نبي ،وإن لم يفعل فهو رجل متقول ، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم ، فأقبل النضر بن الحارث وعقبه بن أبي معيط بن ابي عمرو بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، حتى قدما مكة على قريش ، فقالا : يا معشر قريش ، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد صلى الله عليه وسلم ، قد اخبرنا أحبار يهود أن نساله عن أشياء أمرونا بها : فإن اخبركم عنها فهو نبي ، وإن لم يفعل ، فالرجل متقول ، فروا فيه رأيكم .
سؤال قريش له صلى الله عليه وسلم عن أسئلة وإجابته لهم
فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد ، أخبرنا عن فتيه ذهبوا في الدهر الأول قد كانت لهم قصة عبجب ، وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، واخبرنا عن الروح ما هي ؟ قال : فقال لهم رسو الله صلى الله عليه وسلم: " اخبركم بما سألتم عنه غدا" ولم يستثن ، فانصرفوا عنه ، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم – فما يذكرون – خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل ، حتى أرجف اهل مكة ، وقالوا : وعدنا محمد غدا ، واليوم خمس عشرة ليلة ، قد اصبحنا منها لا يخبرنا بشئ مما سألناه عنه ، وحت أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه ، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ، وثم جاءه جبريل من الله عز وجل بسور أصحاب الكهف : فيها معاتبته أياه على حزنه عليهم ، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية ، والرجل الطواف والروح .
ما أنزل الله في قريش حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فغاب عنه الوحي مدة
قال ابن اسحاق : فذكر لي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل حين جاءه : " لقد احتبست عني يا جبريل حتى سؤت ظنا " فقال له جبريل : ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ) [ مريم : 64 ] فافتتح السورة تبارك وتعالى بحمده وذكر نبوه رسوله ، لما أنكرواعليه من ذلك ، فقال : ( الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب) [ الكهف: 2 ] يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، إنك رسول مني : أي تحقيق لما سألوه عنه من نبونك ( ولم يجعل له عوجا * قيما ) [ الكهف: 1-2 ] أي : معتدلا : لا اختلاف فيه : ( لينذر بأسا شديدا من لدنه ) [ الكهف : 2 ] أي : عاجل عقوبته في الدنيا وعذابا أليما في الآخرة : أي من عند ربك الذي بعث رسولا : ( ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا * ماكثين فيه أبدا * ) [ الكهف : 2-3] أي درا الخلد ( لا يموتون فيها ) ، الذين صدقوك بما جئت به مما كذبك به غيرهم وعملوا بما أمرتهم به من الأعمال ( وينذر الذين قولوا اتخذ الله ولدا * ) [ الكهف: 4 ] يعني قريشا في قولهم : إنا نعيد الملائكة : وهي بنات الله ( ما لهم به من علم ولا لأبائهم ) : [ الكهف : 5 ] الذين اعظمهم فراقهم وعيب دينهم : ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم ) : [ الكهف : 5 ] أي لقولهم :إن الملائكة بنات الله ( إن يقولون إلا كذبا * فعلك باخع نفسك ) [ الكهف : 5-6] ما محمد ( علي اثرهم أن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) [الكهف : 6 ] أي : لحزن عليهم حين فاته ماكان يرجو منهم ، أي : لا تفعل .
قال ابن هشام : باخع نفسك : أي مهلك نفسك ، فيما حدثني أبو عبيدة ِ، قالو ذو الرمة :
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه
لشئ نحته عن يديه المقادير
وجمعه : ياخعون وبخعه، وهذا البيت في قصيدة له ، وتقول العرب ؛قد بخعت له نصحى ونفسي ، أي : جهدت له .
( إنا جعلنا ما على الأرض زينع لما لبنلوها أيهم أحسن عملا ) [ الكهف: 7 ] .
قال ابن اسحاق : أي : أيهم اتبع لامري ، وأعمل بطاعتي ( وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ) [ الكهف : 8 ] أي : الأرض ، وإن ما عليها لفان وزائل ، وإن المرجع الي ، فأجزي كلا بعمله ، فلا تأس ولا يحزنك ما تمسع وترى فيها .
قال ابن هشام : الصعيد : الأرض ، وجمعه : صعد قال ذو الرمة يصف ظبيا صغيرا :
كأنه بالضحى ترمي الصعيد به
دبابة في عظام الرأس خرطوم
وهذا البيت في قصيدة له ، والصعيد ( ايضا ) : الطريق ، وقد جاء في الحديث : ( أياكم والقعود على الصعدات ) يريد الطريق ، والجرز : الأرض التي لا تنبت شيئا ،وجمعها : اجراز ويقال : سنة جرز ،وسنون أجراز ، وهي التي لا يكون فيها مطر ، وتكون فيهاب جدوبة ويبس وشدة ، قال ذو الرمة يصف إبلا:
طوى النحز والاجراز ما في بطونها
فما بقيت إلا الضلوع الجراشع
وهذا البيت في قصيدة له .
مواضيع مماثلة
» تكميل (ما درا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم) وبين رؤساء قريش ، وتفسير لسورة الكهف ) 2
» ما درا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم) وبين رؤساء قريش ، وتفسير لسورة الكهف
» حديث بنيان الكعبة وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش في وضع الحجر
» تكميل (مباداة رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، وما كان منهم)
» تكميل (ذكر ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه من الأذى)
» ما درا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم) وبين رؤساء قريش ، وتفسير لسورة الكهف
» حديث بنيان الكعبة وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش في وضع الحجر
» تكميل (مباداة رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، وما كان منهم)
» تكميل (ذكر ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه من الأذى)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى