تكميل (استيلاء أبي كرب تبان أسعد على مُلك اليمن وغزوه إلى يثرب)
صفحة 1 من اصل 1
تكميل (استيلاء أبي كرب تبان أسعد على مُلك اليمن وغزوه إلى يثرب)
دعوة تبان قومه إلى النصرانية ، وتحكيمهم النار بينهم وبينه
ثم خرج منها متوجهاً إلى اليمن بمن معه من جنوده بالحبرين ، حتى إذا دخل اليمن، دعا قومه إلى الدخول فيما دخل فيه ، فأبَوْا عليه حتى يحاكموه إلى النار التي كانت باليمن.
قال ابن إسحاق : حدثني أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القُرظي، قال : سمعت إبراهيم ابن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه يحدث .
أن تُبعاً لما دنا من اليمن ليدخلها، حالت حمير بينه وبين ذلك، وقالوا : لا تدخلها علينا وقد فارقت ديننا، فدعاهم إلى دينه، وقال : " إنه خير من دينكم "، فقالوا : فحاكمنا إلى النار قال : نعم ، قال : وكانت باليمن - فيما يزعم أهل اليمن - نار تحكم بينهم فيما يختلفون فيه ، تأكل الظالم ، ولا تضر المظلوم ، فخرج قومه بأوثانهم وما يتقربون به في دينهم ، وخرج الحَبْران بمصاحفهما في أعناقهما متقلديها حتى قعدوا للنار عند مخرجها الذي تخرج منه، فخرجت النار إليهم، فلما أقبلت نحوهم حادوا عنها وهابوها، فذمَرهم من حضرهم من الناس وأمروهم بالصبر لها، فصبروا حتى غشيتهم .
فأكلت الأوثان وما قربوا معها، ومن حمل ذلك من رجال حمير، وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما تعرق جباههما لم تضُرّهما، فأصفقَت عند ذلك حمير على دينه ، فمن هنالك وعن ذلك كان أصل اليهودية باليمن .
قال ابن إسحاق : وقد حدثني محدث أن الحَبْرين ومن خرج من حمير إنما اتبعوا النار ليردوها وقالوا : من ردها فهو أولى بالحق ، فدنا منها رجال من حِمْير بأوثانهم ليردوها، فدنت منهم لتأكلهم ، فحادوا عنها ولم يستطيعوا ردها، ودنا منها الحبران بعد ذلك ، وجعلا يتلوان التوراة وتنكص عنهما، حتى ردَّاها إلى مخرجها الذي خرجت منه ، فأصفَقَت عند ذلك حمير على دينهما. واللهّ أعلم أيُ ذلك كان .
رئام وما صار إليه
قال ابن إسحاق : وكان رئام بيتاً لهم يعظمونه ، وينحرون عنده ، ويُكَلمون (منه) إذ كانوا على شركهم ؟ فقال الحبران لتُبع : إنما هو شيطان يفتنهم بذلك، فخل بيننا وبينه، قال: فشأنكما به، فاستخرجا منه - فيما يزعم أهل اليمن - كلبا أسود فذبحاه ، ثم هدما ذلك البيت ، فبقاياه اليوم - كما ذُكر لي - بها آثار الدماء التي كانت تًهراقً عليه .
مُلك ابنه حسان بن تبان وقتل عمرو أخيه (له)
فلما ملك ابنه حسان بن تُبان أسعد أبى كرب سار بأهل اليمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب وأرض الأعاجم ، حتى إذا كانوا ببعض أرض العراق - قال ابن هشام : بالبحرين ، فيما ذكر لي بعض أهل العلم - كرهت حِمْير وقبائل اليمن المسير معه ، وأرادوا الرجعة إلى بلادهم وأهلهم ، فكلموا أخاً له يقال له عمرو، وكان معه في جيشه ، فقالوا له: اقتل أخاك حسان ، ونُملِككَ علينا، وترجع بنا إلى بلادنا، فأجابهم ، فاجتمعوا على ذلك، إلا ذا رُعَيْن الحميري، فإنه نهاه عن ذلك فلم يقبل منه، فقال ذو رعَيْن:
ألا من يشتـري سهراً بنوم سعيدٌ من يبيتُ قريرَ عينِ
فإما حِمْيـر غدرتْ ، وخانت فمعذرةُ الإله لـذي رُعَيْن
ثم كتبهما في رقعة، وختم عليها، ثم أتى بها عَمراً، فقال له : ضع لي هذا الكتاب عندك ففعل ثم قَتل عمرو أخاه حسان ، ورجع بمن معه إلى اليمن ، فقال رجل من حِمْير :
لاهِ عينا الذي رأى مثلي حسان قتيلاً في سالف الأحقـابِ
قتلتـه ماول خشيةَ الحبـ ـس غداةَ قالوا: لَبَاب لَبابِ
ميتـُكم خـيرُنا ، وحيُّكم ربٌّ علينا ، وكلُّكـم أربابي
قال ابن إسحاق : وقوله " لَبَابِ لَبَابِ " لا بأس لا بأس ، بلغة حِمْير.
قال ابن هشام : ويروى : لِبَاب لِبَاب .
ندم عمرو وهلاكه
قال ابن إسحاق : فلما نزل عمرو بن تُبان اليمن مُنع منه النوم ، وسُلط عليه السهر ، فلما جهده ذلك سأل الأطباء والحُزاة من الكهان والعرافين عما به، فقال له قائل منهم : إنه، ما قتل رجل قط أخاه أو ذا رَحمه بغياً على مثل ما قَتلت أخاك عليه إلا ذهب نومه وسُلط عليه السهر ، فلما قيل له ذلك ، جعل يقتل كل من أمره بقتل أخيه حسان من أشراف اليمن ، حتى خلص إلى ذي رُعَيْن ، فقال له ذو رُعَيْن : إن لي عندك براءة ، فقال: وما هي ؟ قال : الكتاب الذي دفعتُ إليك ، فأخرجه، فإذا فيه البيتان ، فتركه ورأى أنه قد نصحه، وهلك عمرو فمرج أمر حمير عند ذلك وتفرقوا.
ثم خرج منها متوجهاً إلى اليمن بمن معه من جنوده بالحبرين ، حتى إذا دخل اليمن، دعا قومه إلى الدخول فيما دخل فيه ، فأبَوْا عليه حتى يحاكموه إلى النار التي كانت باليمن.
قال ابن إسحاق : حدثني أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القُرظي، قال : سمعت إبراهيم ابن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه يحدث .
أن تُبعاً لما دنا من اليمن ليدخلها، حالت حمير بينه وبين ذلك، وقالوا : لا تدخلها علينا وقد فارقت ديننا، فدعاهم إلى دينه، وقال : " إنه خير من دينكم "، فقالوا : فحاكمنا إلى النار قال : نعم ، قال : وكانت باليمن - فيما يزعم أهل اليمن - نار تحكم بينهم فيما يختلفون فيه ، تأكل الظالم ، ولا تضر المظلوم ، فخرج قومه بأوثانهم وما يتقربون به في دينهم ، وخرج الحَبْران بمصاحفهما في أعناقهما متقلديها حتى قعدوا للنار عند مخرجها الذي تخرج منه، فخرجت النار إليهم، فلما أقبلت نحوهم حادوا عنها وهابوها، فذمَرهم من حضرهم من الناس وأمروهم بالصبر لها، فصبروا حتى غشيتهم .
فأكلت الأوثان وما قربوا معها، ومن حمل ذلك من رجال حمير، وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما تعرق جباههما لم تضُرّهما، فأصفقَت عند ذلك حمير على دينه ، فمن هنالك وعن ذلك كان أصل اليهودية باليمن .
قال ابن إسحاق : وقد حدثني محدث أن الحَبْرين ومن خرج من حمير إنما اتبعوا النار ليردوها وقالوا : من ردها فهو أولى بالحق ، فدنا منها رجال من حِمْير بأوثانهم ليردوها، فدنت منهم لتأكلهم ، فحادوا عنها ولم يستطيعوا ردها، ودنا منها الحبران بعد ذلك ، وجعلا يتلوان التوراة وتنكص عنهما، حتى ردَّاها إلى مخرجها الذي خرجت منه ، فأصفَقَت عند ذلك حمير على دينهما. واللهّ أعلم أيُ ذلك كان .
رئام وما صار إليه
قال ابن إسحاق : وكان رئام بيتاً لهم يعظمونه ، وينحرون عنده ، ويُكَلمون (منه) إذ كانوا على شركهم ؟ فقال الحبران لتُبع : إنما هو شيطان يفتنهم بذلك، فخل بيننا وبينه، قال: فشأنكما به، فاستخرجا منه - فيما يزعم أهل اليمن - كلبا أسود فذبحاه ، ثم هدما ذلك البيت ، فبقاياه اليوم - كما ذُكر لي - بها آثار الدماء التي كانت تًهراقً عليه .
مُلك ابنه حسان بن تبان وقتل عمرو أخيه (له)
فلما ملك ابنه حسان بن تُبان أسعد أبى كرب سار بأهل اليمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب وأرض الأعاجم ، حتى إذا كانوا ببعض أرض العراق - قال ابن هشام : بالبحرين ، فيما ذكر لي بعض أهل العلم - كرهت حِمْير وقبائل اليمن المسير معه ، وأرادوا الرجعة إلى بلادهم وأهلهم ، فكلموا أخاً له يقال له عمرو، وكان معه في جيشه ، فقالوا له: اقتل أخاك حسان ، ونُملِككَ علينا، وترجع بنا إلى بلادنا، فأجابهم ، فاجتمعوا على ذلك، إلا ذا رُعَيْن الحميري، فإنه نهاه عن ذلك فلم يقبل منه، فقال ذو رعَيْن:
ألا من يشتـري سهراً بنوم سعيدٌ من يبيتُ قريرَ عينِ
فإما حِمْيـر غدرتْ ، وخانت فمعذرةُ الإله لـذي رُعَيْن
ثم كتبهما في رقعة، وختم عليها، ثم أتى بها عَمراً، فقال له : ضع لي هذا الكتاب عندك ففعل ثم قَتل عمرو أخاه حسان ، ورجع بمن معه إلى اليمن ، فقال رجل من حِمْير :
لاهِ عينا الذي رأى مثلي حسان قتيلاً في سالف الأحقـابِ
قتلتـه ماول خشيةَ الحبـ ـس غداةَ قالوا: لَبَاب لَبابِ
ميتـُكم خـيرُنا ، وحيُّكم ربٌّ علينا ، وكلُّكـم أربابي
قال ابن إسحاق : وقوله " لَبَابِ لَبَابِ " لا بأس لا بأس ، بلغة حِمْير.
قال ابن هشام : ويروى : لِبَاب لِبَاب .
ندم عمرو وهلاكه
قال ابن إسحاق : فلما نزل عمرو بن تُبان اليمن مُنع منه النوم ، وسُلط عليه السهر ، فلما جهده ذلك سأل الأطباء والحُزاة من الكهان والعرافين عما به، فقال له قائل منهم : إنه، ما قتل رجل قط أخاه أو ذا رَحمه بغياً على مثل ما قَتلت أخاك عليه إلا ذهب نومه وسُلط عليه السهر ، فلما قيل له ذلك ، جعل يقتل كل من أمره بقتل أخيه حسان من أشراف اليمن ، حتى خلص إلى ذي رُعَيْن ، فقال له ذو رُعَيْن : إن لي عندك براءة ، فقال: وما هي ؟ قال : الكتاب الذي دفعتُ إليك ، فأخرجه، فإذا فيه البيتان ، فتركه ورأى أنه قد نصحه، وهلك عمرو فمرج أمر حمير عند ذلك وتفرقوا.
مواضيع مماثلة
» استيلاء أبي كرب تبان أسعد على مُلك اليمن وغزوه إلى يثرب
» تكميل (خروج سيف بن ذي يزن ومُلك وهرز على اليمن)
» استيلاء قوم كنانة وخزاعة على البيت وفي جرهم
» وثوب لخنيعة ذي شناتر على ملك اليمن
» خروج سيف بن ذي يزن ومُلك وهرز على اليمن
» تكميل (خروج سيف بن ذي يزن ومُلك وهرز على اليمن)
» استيلاء قوم كنانة وخزاعة على البيت وفي جرهم
» وثوب لخنيعة ذي شناتر على ملك اليمن
» خروج سيف بن ذي يزن ومُلك وهرز على اليمن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى