تحير الوليد بن المغيرة فيما يصف به القرأن
صفحة 1 من اصل 1
تحير الوليد بن المغيرة فيما يصف به القرأن
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتماعه بنفر من قريش ليبيتوا ضد النبي صلى الله عليه وسلم ، واتفاق قريش أن يصفوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالساحر ، ,وما أنزل الله فهم
ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ، فقال لهم: يا معشر قريش، إنه قد حضر هذا الموسم ، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فاجمعوا فيه رأيا واحدا ، ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قولكم بعضه بعضا ، قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس ، فقل واقم لنا رأيا نقول به ، قال : بل أنتم فقولوا اسمع ، قالوا : نقول : كاهن ، قال : لا والله ، ما هو بكاهن ، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمه الكاهن ولا سجعه قالوا : فنقول : مجنون ، قال : ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون وعرفناه ، فما هو بخنقه ، ولا تخالجه ، ولا وسوسته، قالوا : فنقول : شاعر، قال : ماهو بشاعر ، لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه ، فما هو الشعر ، قالوا : فنقول : ساحر ، قال : ما هو بساحر ، لقد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثهم ولا عقدهم ، قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ قال : والله إن لقوله لحلاوة وان اصله لعذق ، وإن فرعة لجناة – قال ابن هشام : ويقال لغدق – وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القوم فيه لأن تقولوا ساحر ، جاء بقول هو سحر يفرق بين المره وأبيه ، وبين المره وأخيه ، وبين المرء وزوجته ، وبين المرء وعشيرته، فتفرقوا عنه بذلك ، فجعلو يجلسون بسبل الناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه لهم أمره ، فأنزل الله تعالى في الوليد بن المغيرة وفي ذلك من قوله : ( ذرني ومن خلقت وحيدا * وجعلت له مالا ممدودا* وبنين شهودا * ومهدت له تمهيدا * ثم يطمع أن ازيد كلا إنه كان لأياتنا عنيدا* [ المدثر: 11-16] أي : خصيما . قال : ابن هشام : عنيد : معاند مخالف ، قال رؤبه بن العجاج :
ونـحــن ضــــرابــون رأس العــــند
وهذا البيت في ارجوزة له :
(سأرهقه صعودا * إنه فكر وقدر* فقتل كيف قدر* ثم قتل كيف قدر * ثم نظر* ثم عبس وبسر * ) [ المدثر : 17-22] .
قال ابن هشام: بسر : كره وجهه ، قال العجاج :
مــــضبر اللــــحيين بسرا منــــهســــا
يصف كراهية وجهه ،وهذا البيت في أرجوزه له .
(ثم أدبر واستبكر * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر* إن هذا إلا قول البشر* ) [ المدثر : 23-25] .
ما أنزل الله في النفر الذين كانوا مع المغيرة
قال ابن إسحاق : وأنزل الله تعالى في النفر الذين كانوا معه يصنفون القول في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما جاء به من الله تعالى : ( كما أنزلنا على المقتسمين* الذين جعلوا القرآن عضين *) [ الحجر: 90-91 ] أي : أصنافا (فوربك لنسئلهم أجمعين * عما كانوا يعملون *) [ الحجر : 92-93] .
قال ابن هشام : واحدة العضين : عضة ، يقول: عضوة : فرقوه ، قال رؤبة بن العجاج :
ولـيـس ديـن الـلـه بـالــمـضـى
وهذا البيت في أرجوزه له .
تفرق النفر في قريش يشوهون رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم
قال ابن اسحاق : فجعل أولئك النفر يقولون ذلك في رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن لقوا من الناس ، وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فانتشر ذكره في بلاد العرب كلها.
شعر ابي طالب في استعطاف قريش
فلما خشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه ، قال : قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها ، وتودد فيها أشراف قومه ، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من شعره أنه غير مسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تاركه لشئ أبدا ، حتى يهلك دونه ، فقال أبو طالب:
ولما رأيت القوم لا ود فيهم
وقد صارحونا بالعداوة والأذى
وقد حالفوا قوما علينا أطنة
صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة
وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي
قياما معا مستقبلين رتاجه
وحيث ينبخ الأشعرون ركابهم
موسمة الأعضاد أو قصراتها
ترى الودع فيها والرخام وزينة
أعوذ برب الناس من كل طاعن
ومن كاشح يسهى ل نا بمعيبة
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه
وبالبيت حق البيت من بطن مكة
وبالحجر المسود إذ يمسحونه
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة
وأشواط بين المروتين إلى الصفا
ومن حج بيت الله من كل راكب
وبالمشعر الأقصى إذا عمدوا له
وتوقافهم فوق الجبال عشية
وليلة جمع والمنازل من منى
وجمع إذا ما المقربات أجزنه
وبالجمرة الكبرى إذا صمدوا لها
وكندة إذ هم بالحصاب عشية
حليفان شدا عقد ما احتلفا له
وحطمهم سمر الصفاح وسرحه
فهل بعد هذا من معاذ لعائذ؟
يطاع بنا العدى وودوا لو أننا
كذبتم ، وبيت الله ، نترك مكة
كذبتم ، وبيت الله ، نبزى محمداً
ونسلمه حتى نصرع حوله
وينهض قوم في الحديد إليكم
وحتى ترى ذا الضغن يركب ردعه
وإنا لعمر الله إن جد ما ارى
بكفي فتى مثل الشهاب سميدع
شهورا وأياما حولا مجرما
وما ترك قوم لا أبا لك سيدا
وأبض يستسقى الغمام بوجيه
يلوذ به الهلاف من آل هاشم
لعمري لقد أجرى أسيد وبكره
وعثمان لم يربع علينا وقنفذ
أطاعا أبيا وأبن عبد يغوثهم
كما قد لقينا من سبيع ونوفل
فإن يلقيا أو يمكن الله منهما
وذاك أبو عمرو ابى غير بغضنا
يناجي بنا في كل ممسى ومصبح
ويؤلي لنا بالله ما إن يغشنا
أضاف عليه بغضنا كل تلعبة
وسائل أبا الوليد ماذا حبوتنا
وكنت امرأ يعاش برأيه
فعتبة ، لا تسمع بنا قول كاشح
ومر أبو سفيان عني معرضا
يفر إلى نجد وبرد مياهه
ويخبرنا فعل المناصح أنه
أمطعم ، لم أخذلك في يوم نجدة
ولا يوم خصم إذ أتوك ألدة
أمطعم ، أن القوم ساموط خطة
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا
بميزان قسط لا يخس شعيرة
لقد سفهت أحلايم قوم تبدلوا
ونحن الصميم من ذؤابه هاشم
وسهم ومخزوم تمالوا وألبوا
فعبد مناف ، أنتم خيبر قومكم
لعمري لقد وهنتم وعجزتم
وكنتم حديثا حطب قدر وأنتم
ليهنئ بني عبد مناف عقوقنا
فإن نكن قوما ننئر ما صنعتم
وسائط كانت في لؤي بن غالب
ورهط نفيل شر من وطئ الحصى
فأبلغ قصيا أن سينشر أمرنا
ولو طرفت ليلا قصيا عظيمة
ولو صدقوا ضربا خلال بيوتهم
فكل ضديق وابن أخت نعده
سوى أن رهطا من كلاب بن مرة
وهنا لهم حتى تبدد جمعهم
وكان لنا حوض السقاية فيهم
شابا من الطيبين وهاشم
فما أدركوا ذحلا ولا سفكوا دما
بضرب تى الفتيان فيه كأنهم
بني أمة محبوبة هندكية
ولكننا نسل كرام لسادة
ويعم ابن اخت القوم غير مكذب
أشم من الشم البهاليل ينتمي
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد
فلا زال في الدنيا جمالا لأهلها
فمن مثله في الناس أي مؤمل
حليم رشيد عادل غير طائش
فوالله ، لولا أن أجيئ بسنة
لكنا اتبعناه على كل حالة
لقد علموا أن ابننا لا مكذب
فأصبح فينا أحمد في أرومة
حدبت بنفسي دونه وحميته
فأيده رب العباد بنصره
رجال كرام غير ميل نماهم
فإن يتلك كعب من لؤي صقيبة
وقد قطعوا كل العرى والوسائل
وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
يعضون غيظا خلفنا المزايل
وأبيض عضب من تراث المقاول
وأمسكت من أثوابه بالوصائل
لدى حيث يقضى حلفه كل نافل
بمفضى السيول من إساف ونائل
مخيسة بين السديس وبازل
بأعناقها معقودة كالعثاكل
علينا بسود أو ملح بباطل
ومن محلق في الدين ما لم نحاول
وراق ليرقى في حراء ونازل
وبالله إن الله ليس بغافل
إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل
على قدميه حافيا غير ناعل
وما فيهما من صورة وتماثل
ومن كل ذي نذر ومن كل راجل
إلال إلى مفضى الشراج القوابل
يقيمون بالأيدي صدور الرواحل
وهل فوقها من حرمة ومنازل
سراعا كما يخرجن من وقع وابل
يؤمون قذفا رأسها بالجنادل
تجيز بهم حجاج بكر بن وائل
وردا عليه عاطفات الوسائل
وشبرقه وخد النعام الجوافل
وهل من معيذ يتقي الله عاذل؟
تسد بنا أبواب ترك وكابل
ونظعن إلا أمركم في بلابل
ولما نطاعن دونه ونناضل
ونذهل عن أبنائنا والحلائل
نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل
من الطعن فعل الأنكب المتحامل
لتلتبسن أسبافنا بالأماثل
أخي ثقه حامي الحقيقة باسل
علينا وتأتي حجة بعد قابل
يحوط الذمار غير ذرب مواكل
ثمال اليتامى عصمة للارامل
فهم عنده في رحمة وفواضل
إلى بغضنا، وجزانا لآكل
ولكن أطاعا أمر تلك القبائل
ولم يرقبنا فينا مقالة قائل
وكل تولى معرضا لم يجامل
نكل لهما صاعا بصاع المكايل
ليظعننا في أهل شاء وجامل
فناح أبا عمرو بنا ثم خاتل
بلى قد نراه جهرة غير حائل
من الأرض بين أخشب فمجادل
بسعيك فينا معرضا كالمخاتل
ورحمته فينا ولست بجاهل
حسود كذوب مبغض ذي دغاول
كما مر قيل من عظام المقاول
ويزعم أني لست عنكم بغافل
شفيق ويخفى عارمات الدواخل
ولا معظم عند الأمور الجلائل
أولى جدل من الخصوم المساجل
وإني متى أوكل فلست بوائل
عقوبة شر عاجلا غير آجل
له شاهد من نفسه غير عائل
بني خلف قيضا بنا والغياطل
وآل قصي في الخطوب الأوائل
علينا العدا من كل طمل وخامل
فلا تشركوا في أمركم كل واغل
وجئتم بأمريس مخطئ للمفاصل
ألان حطاب أقدر ومراجل
وخذلاننا وتركنا في المعاقل
وحتلبوها لقحة غير باهل
نفاهم إلينا كل صقر حلاحل
وألأم حاف من معد وناعل
وبشر قصيا بعدنا بالتخاذل
إذن ما لجأت دونهم في المداخل
لكنا أسى عند النساء المطافل
لعمري وجدنا غبه غير طائل
براء إلينا من معقة خاذل
ويحسر علنا كل باغ وجاهل
ونحن الكدى من غالب والكواهل
كبيض السيوف بين أيدي الصياقل ِ
ولا حالفوا إلا شرار القبائل
ضواري أسود فوق لحم خرادل
بني جمع عبيد قيس بن عاقل
بهم نعي الأقوام عند البواطل
زهير حساما مفردا من حمائل
الي حسبي في حومة المجد فاضل
وإخوته دأب المحب المواصل
وزينا لمن والاه رب المشاكل
إذا قاسة الحكام عند بغافل
يوالي إلها ليس عنه بغافل
تجر على أشياخنا في المحافل
من الدهر جدا غير قول التهازل
لدينا ولا يعنى بقول الأباطل
تقصر عنه سورة المتطاول
ودافعت عنه بالذرا والكلاكل
وأظهر دينا حقه غير باطل
إلى الخير آباء كرام المحاصل
فلا بد يوما مرة من تزايل
قال ابن هشام : هذا ما صح لي من هذه القصيدة ،وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى