ما كان يليه الغوث بن مر من الإجازة للناس بالحج
صفحة 1 من اصل 1
ما كان يليه الغوث بن مر من الإجازة للناس بالحج
بسم الله الرحمن الرحيم
وكان الغوث بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر يلي الإجازة للناس بالحج من عرفة ، وولده من بعده ، وكان يقال له ولولده صُوفة .
وإنما وَلىَ ذلك الغوثُ بن مُر، لأن أمه كانت امرأة من جُرهم ، وكانت لا تلد، فنذرت للّه إن هي ولدت رجلاً أن تَصَّدَّق به على الكعبة عبداً لها يخدمها ، ويقوم عليها ، فولدت الغوث ، فكان يقوم على الكعبة الدهر الأول مع أخواله من جُرهم ، فوَلىَ الإجازة بالناس من عرفة ؛ لمكانه الذي كان به من الكعبة ، وولدُه من بعده ، حتى انقرضوا ، فقال مُرُّ ابن أدّ لوفاء نذر أمه :
إنـي جـعـلـتُ ربِّ مـن بـَـنـيـَّهْ ربــيــطــةً بــمـكـةَ الـعـلـيـَّهْ
فـبـارِكـنَّ لـي بـهـا ألــيــــــــَّه واجعلْه لي من صالح البريَّهْ
وكان الغوْثُ بن مُرّ - فيما زعموا - إذا دفع بالناس قال :
لاهُم َّ، إني تـابـع تَبَاعـــــــهْ إن كــان إثـم فـعـلى قُضَاعـَهْ
صوفة ورمي بالجمار
قال ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عبَّاد ابن عبد الله بن الزبير عن أبيه (عباد) قال:
كانت صوفة تدفع بالناس من عرفة، وتجيز بهم إذا نَفَروا من منى فإذا كان يوم النفر أتوا لرمي الجمار، ورجل من صُوفة يرمي للناس : لا يرمون حتى يرمي . فكان ذوو الحاجات المتعجِّلون يأتونه ، فيقولون له : قم فارم حتى نرمي معك ، فيقول: لا ولله ، حتى تميل الشمس ، فيظل ذوُو الحاجات الذين يحبون التعجلَ يرمونه بالحجارة ، ويستعجلونه بذلك ، ويقولون له : ويلك قمْ فارمِ ، فيأبَى عليهم ، حتى إذا مالت الشمس ، قام فرمى ورمى الناس معه .
تولى بني سعد أمر البيت بعد صوفه
قال ابن إسحاق : فإذا فرغوا من رمْي الجمار وأرادوا النَّفْر من مِنًى أخذت صوفة بجانبي العقبة ، فحبسوا الناسَ . وقالوا : أجيزي صوفة، فلم يجز أحد من الناس حتى يمروا، فإذا نفرت صوفة ومضت ، على سبيل الناس ، فانطلقوا بعدَهم ، فكانوا كذلك ، حتى انقرضوا، فورثهم ذلك من بعدهم بالقُعْدد بنو سعد بن زيد مناة بن تميم ، وكانت من بني سعد في آل صفوان بن الحارث بن شجْنَة.
نسب صفوان
قال ابن هشام : صفوان بن جُناب بن شِجْنَة بن عُطارد بن عَوْف بن كعب بن سعد بن زيد مُناة بن تميم .
صفوان وكرب والإجازة في الحج
قال ابن إسحاق : وكان صفوان هو الذي يجيز للناس بالحج من عرفة ثم بنوه من بعدِه ، حتى كان آخرهم الذي قام عليه الإسلام : كَرِب بن صفوان . وقال أوْس بن تميم بن مِغراء السعديُّ :
لا يبرح الناسُ ما حجوا مُعَرَّفَهم حتى يقال : أجيزوا آل صفوانا
قال ابن هشام : هذا البيت في قصيدة لأوس بن مِغْراء.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى